تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

 

سانت لوسيا، 16 محرم 1445ه الموافق 03 أغسطس 2023م

وقّع سعادة الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية، الأستاذ سلطان بن عبدالرحمن المرشد اليوم، مع دولة رئيس وزراء سانت لوسيا السيد فيليب جوزيف بيير؛ أول اتفاقية قرض تنموي بقيمة 75 مليون دولار ، لتمويل مشروع إعادة بناء وتأهيل مستشفى سانت جود في دولة سانت لوسيا.

وحضر مراسم التوقيع معالي وزير الشؤون الخارجية والتجارة الدولية والطيران المدني وشؤون المغتربين في سانت لوسيا، السيد ألفا بابتيست، ومعالي وزير الصحة والعافية وشؤون المسنين، السيد موسى بابتيست بالإضافة إلى مسؤولين آخرين من الجانبين.

ويأتي توقيع هذه الاتفاقية في إطار الجهود التي يبذلها الصندوق السعودي للتنمية، لدعم التنمية المستدامة في الدول النامية والدول الجُزرية النامية حول العالم، هذا وقد نفّذ الصندوق منذ بدء نشاطه في عام 1975م، أكثر من 700 مشروع وبرنامج إنمائي في 89 دولة حول العالم، وتمثّل الاتفاقية الموقَّعة اليوم بداية النشاط الإنمائي للصندوق في سانت لوسيا، مما يجعلها الدولة التسعين التي تتلقى الدعم والتمويل لمشروعٍ تنمويٍ من الصندوق السعودي للتنمية. كما تتواءم الاتفاقية بصورة وثيقة مع هدف الصندوق المتمثّل في دعم قطاع الرعاية الصحية في البلدان النامية.

وجاء تمويل الصندوق السعودي للتنمية لإعادة تأهيل مستشفى سانت جود؛ استجابةً للحاجة الماسة، وذلك بعد توقفه لمدة ثلاث سنوات منذ عام 2016م وحتى عام 2019م، بسبب آثار الحريق الذي يعود إلى عام 2009م مما جعل الضرر مستمرًا في عدم توفير خدمات الرعاية الصحية لسكان سانت لوسيا، وانطلاقًا من دعم القطاع الصحي الذي يشكّل أهمية بالغة، فإنه يسهم الصندوق من خلال تمويله للمشروع، في توفير مرفق طبي متكامل يقدم رعاية طبية لسكان سانت لوسيا، بسعة 100 سرير طبي، ويتضمن المشروع تجديد أجنحة المستشفى، بالإضافة إلى تجهيزه بأحدث الأجهزة والمرافق الطبية لتشمل الصيدلية، وأجنحة الولادة، وقسم الحوادث والطوارئ، وغرف العمليات الجراحية، كما سيسهم المشروع في الحد من انتشار الأوبئة والأمراض المزمنة، لتخفيض معدلات الإصابات المزمنة والوفيات في المنطقة، فضلاً عن تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي، وتوفير فرص العمل المباشرة وغير المباشرة في القطاع الصحي، وفي ضوء ذلك فإن المشروع يسهم في تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة، المتمثل في الصحة الجيدة والرفاه، والهدف الثامن المتمثل في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام وتوفير العمل اللائق للجميع.

وبهذه المناسبة، عبّر دولة رئيس الوزراء خلال مراسم التوقيع قائلًا: ""نعمل اليوم من خلال هذه الاتفاقية على بدء خطوة جديدة، لإعادة بناء وتأهيل مستشفى سانت جود، وذلك لخدمة سكان جنوب الجزيرة، ولقد تمكّنا من تحقيق هذا الإنجاز بدعم من المملكة العربية السعودية من خلال تمويل الصندوق السعودي للتنمية لهذه الاتفاقية، وتأتي هذه الخطوة بداية التعاون التنموي بين الجانبين، لإيجاد حلول مستدامة لمعالجة الاحتياجات الماسة، كما أن تسهيل الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، من الواجبات المتجذرة في قيمنا كدولة، لاسيما أنها قيمة إنسانية يجب على دولتنا أن تقدمها لكل مواطن، ليتمكن من الوصول إلى تلك الخدمات الصحية بأمان وبأقل التكاليف المادية".

من جانبه أكّد الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية، خلال كلمته في هذه المناسبة وقال "يلتزم الصندوق السعودي للتنمية بتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة في البلدان النامية والدول الجُزرية الصغيرة، ودعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إذ تمثّل الاتفاقية التي تم توقيعها اليوم، خطوة مهمة للجانبين في مجال التعاون التنموي، حيث سيسهم مشروع إعادة بناء وتأهيل مستشفى سانت جود، في تمكين المجتمعات المحلية وتعزيز قدرة القطاع الصحي على تلبية احتياجات سكان العاصمة والمناطق المجاورة لها، فضلاً عن تعزيز النمو الاقتصادي والاجتماعي في دولة سانت لوسيا".

وقال معالي وزير الصحة في سانت لوسيا، السيد موسى بابتيست "يُعد مستشفى سانت جود مهمًا في ملامسة الاحتياجات الصحية لشعب سانت لوسيا، كما يقدم دورًا أساسيًا في البلاد وخصوصًا في الجنوب، وعدد سكان دولتنا ليس بالكثير ولكن يأتي هذا المستشفى كجزء أساسي في دعم الرعاية الصحية لهم، إذ يخدم المستشفى حوالي 50 ألف مستفيد سنويًا، وقد انقطعت خدمات المستشفى لسنوات طويلة، ومن هذا المنطلق يسعدني أن أرى المستشفى وهو يواصل مجددًا دوره الحيوي والفاعل في تقديم المساعدة الطبية لسكان سانت لوسيا، فضلًا عن التعاون مع الأطباء المتخصصين في جميع أنحاء العالم"."..

وتجسّد هذه الاتفاقية حرص الصندوق السعودي للتنمية على دعم الدول النامية للتغلّب على التحديات الاقتصادية والتنموية، كما تؤكّد على أهمية التعاون والتضامن الدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.